فصل: (سورة البقرة: آية 275):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة البقرة: آية 273]:

{لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافًا وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)}.

.الإعراب:

{للفقراء} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر، والمبتدأ مقدّر تقديره الصدقات، {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفقراء {أحصروا} فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل {في سبيل} جار ومجرور متعلّق ب {أحصروا} {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {لا} نافية {يستطيعون} مضارع مرفوع.
والواو فاعل {ضربا} مفعول به منصوب {في الأرض} جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل {ضربا} يحسب مضارع مرفوع وهم ضمير متّصل مفعول به أوّل {الجاهل} فاعل مرفوع {أغنياء} مفعول به ثان منصوب ومنع من التنوين لأنه ملحق بالأسماء الممدودة المؤنّثة على وزن أفعلاء {من التعفّف} جارّ ومجرور متعلّق ب {يحسبهم} ومن سببيّة، تعرف مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت وهم مفعول به بسيما جارّ ومجرور متعلّق ب {تعرفهم} وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف وهم مضاف إليه {لا} نافية {يسألون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {الناس} مفعول به أوّل منصوب، والمفعول الثاني مقدّر أي أموالا أو صدقة {إلحافا} مصدر في موضع الحال، الواو استئنافيّة {ما تنفقوا من خير} مرّ إعرابها، الفاء رابطة لجواب الشرط إنّ حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {عليم} خبر أنّ مرفوع.
جملة: {الصدقات} للفقراء لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أحصروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا يستطيعون} في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا.
وجملة: {يحسبهم الجاهل} في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا.
وجملة: {تعرفهم} في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا.
وجملة: {لا يسألون الناس} في محلّ نصب حال من فاعل أحصروا.
وجملة: {ما تنفقوا من خير} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ اللّه به عليم} في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{ضربا} مصدر سماعيّ لفعل ضرب- الباب الثاني- وزنه فعل بفتح فسكون.
{الجاهل} اسم فاعل من جهل يجهل باب فرح، وزنه فاعل انظر الآية 67 من هذه السورة.
{التعفّف} مصدر قياسيّ من فعل تعفّف، وزنه تفعّل بضم العين المشدّدة.
سيما، مقصور وقد يمدّ فتكون الهمزة للإلحاق لا للتأنيث، ووزن سيما عفلا بتقديم عين الكلمة على فائها لأن الأصل من الوسم، فهو من السمة أي العلامة، جاءت الواو بعد كسر قلبت ياء فقيل سيما.
{إلحافا} مصدر قياسيّ من فعل ألحف بمعنى ألحّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة.

.البلاغة:

قوله تعالى: {لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافًا}.
فإن قلت: هذا يفهم أنهم كانوا يسألون برفق، مع أنه قال يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف قلت: المراد نفي المقيّد والقيد جميعا كما في قوله تعالى لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ.
وهو فن من أبدع الفنون البيانية ويسميه علماء البيان نفي الشيء بإيجابه فالمنفي في ظاهر الكلام هو الإلحاف في السؤال، لا نفس السؤال مجازا، والمنفي في باطن الكلام حقيقة نفس السؤال، إلحافا كان أو غيره.

.[سورة البقرة: آية 274]:

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)}.

.الإعراب:

{الذين ينفقون أموالهم} مرّ إعرابها، {بالليل} جارّ ومجرور متعلّق ب {ينفقون} الواو عاطفة {النهار} معطوفة على الليل مجرور مثله {سرّا} مصدر في موضع الحال، الواو عاطفة {علانية} معطوف على {سرّا} منصوب مثله الفاء زائدة لمشابهة الموصول بالشرط اللام حرف جرّ وهم ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {أجر} مبتدأ مؤخّر وهم مضاف إليه عند ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف حال من أجرهم ربّ مضاف إليه مجرور وهم مضاف إليه الواو عاطفة {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} مرّ إعرابها.
جملة: {الذين ينفقون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ينفقون أموالهم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لهم أجرهم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {لا خوف عليهم} في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم.
وجملة: {لا هم يحزنون} في محلّ رفع معطوفة على جملة لا خوف عليهم.
وجملة: {يحزنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.

.الصرف:

{سرّا} اسم مصدر من فعل أسرّ انظر الآية 235 من هذه السورة.
{علانية} مصدر سماعيّ لفعل علن باب نصر وضرب وفرح وكرم.. وزنه فعالية.

.البلاغة:

وفي الآية الكريمة فن من فنون البلاغة وهو فن المقابلة، فقد تكرر الطباق بين الليل والنهار وبين السر والعلانية.

.[سورة البقرة: آية 275]:

{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (275)}.

.الإعراب:

{الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {يأكلون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {الربا} مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف {لا} نافية {يقومون} مضارع مثل يأكلون {إلّا} أداة حصر الكاف حرف جرّ، ما حرف مصدريّ {يقوم} مضارع مرفوع {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل يتخبّط مثل يقوم والهاء مفعول به {الشيطان} فاعل مرفوع {من المسّ} جارّ ومجرور متعلّق ب {يتخبّطه} أو ب {يقوم} ومن هنا سببيّة.
والمصدر المؤوّل {ما يقوم} في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمصدر محذوف مفعول مطلق- أو بحال- أي: قياما كقيام الذي- أو قائمين كقيام الذي- ذا اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب الباء حرف جرّ للسببيّة أنّ حرف مشبّه بالفعل وهم ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ {قالوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل.
والمصدر المؤول {أنّهم قالوا} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك.
{إنّما} كافّة ومكفوفة لا عمل لها {البيع} مبتدأ مرفوع {مثل} خبر مرفوع {الربا} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو استئنافيّة {أحلّ} فعل ماض {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {البيع} مفعول به منصوب الواو عاطفة {حرّم الربا} مثل أحلّ البيع الفاء استئنافيّة من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ جاء فعل ماض في محلّ جزم والهاء ضمير مفعول به {موعظة} فاعل مرفوع من ربّ جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لموعظة والهاء مضاف إليه الفاء عاطفة انتهى فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب الشرط اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر {سلف} مثل أحلّ والفاعل هو وهو العائد الواو عاطفة أمر مبتدأ مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه {إلى اللّه} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الواو عاطفة {من عاد} مثل من جاء الفاء رابطة لجواب الشرط أولاء اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب {أصحاب} خبر مرفوع {النار} مضاف إليه مجرور هم ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ في حرف جرّ وها ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {خالدون} وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: {الذين يأكلون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يأكلون الربا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا يقومون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {يقوم الذي} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي {ما}.
وجملة: {يتخبّطه الشيطان} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {ذلك بأنّهم} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {قالوا} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {إنّما البيع مثل الربا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أحلّ اللّه البيع} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {حرّم الربا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أحلّ اللّه البيع.
وجملة: {من جاءه موعظة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {جاءه موعظة} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {انتهى} في محلّ رفع معطوفة على جملة جاءه موعظة.
وجملة: {له ما سلف} في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: {سلف} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {أمره إلى اللّه} في محلّ جزم معطوفة على جملة له ما سلف.
وجملة: {من عاد} لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاءه.
وجملة: {عاد} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {أولئك أصحاب} في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.
وجملة: {هم فيها خالدون} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك.

.الصرف:

{الربا} الألف أصلها واو لأنه من ربا يربو، ولهذا رسمت الألف طويلة، تحركت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
{المسّ} الاسم من مسّ يمسّ باب نصر بمعنى الجنون.
{موعظة} مصدر ميميّ من وعظ جاءت التاء في آخره زائدة، وزنه مفعلة بكسر العين لأن فعله معتلّ الفاء، محذوفة في المضارع انظر الآية 66 من هذه السورة.
{قالوا} فيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح أصله قولوا [الآية 14].
{عاد} فيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لمجيئها متحرّكة بعد فتح أصله عود.

.البلاغة:

{إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ}.
1- التشبيه التمثيلي: حيث شبه آكلي الربا عند خروجهم من أجداثهم بقيام المتخبط المصروع الذي أصابه الجنون، كما يقال لمن يسرع بحركات مختلفة قد جن.
{قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا}.
2- أرادوا نظمهما في سلك واحد لإفضائهما إلى الربح، وقد جعلوا الربا أصلا في الحلّ، وشبهوا البيع به للمبالغة. وهذا ما يسمى في علم البلاغة بالتشبيه المقلوب.
ويجوز أن يكون التشبيه غير مقلوب بناء على ما فهموه أن البيع إنما حل لأجل الكسب والفائدة وذلك في الربا متحقق وفي غيره موهوم.